تونس بلا أدوية.. والسلطة عاجزة عن الحل!
أصبح مصطلح الأزمة شيئا اعتياديا في عهد سلطة الانقلاب التي لا تجيد سوى “الهروب إلى الأمام”، لكن تفاقم الأزمات مع عجز السلطة عن الحل أصبح يهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، حيث يخوض المرضى صراعاً يومياً محموماً للعثور على الدواء في ظل الفراغ الذي حل بأرفف الصيدليات في أرجاء البلاد منذ شهور، وهو ما يعقد مهمة الأطباء بسبب غياب الأدوية البديلة أيضا، فضلا عن الكارثة الكبرى المتمثلة في اختفاء مئات الأدوية الخاصة والمهمة لأمراض مثل القلب والسرطان والسكري.
ويعود سبب أزمة الأدوية بالأساس إلى الجانب المالي المتأثر بالأزمة الاقتصادية، فالصيدلية المركزية مدينة بنحو مليار دينار (325 مليون دولار) لموردين أجانب ما دفعهم إلى فرض قيود على مبيعاتهم لتونس، في الوقت الذي تعاني فيه الصيدلية المركزية من أزمة مالية أساساً بسبب عدم حصولها على مستحقاتها من الصندوق الوطني للتأمين على المرضى والمستشفيات العامة في البلاد، ناهيك عن “صمت وزارة الصحة” الناجم عن العجز الذي يعتري السلطة الانقلابية التي لم تقم بأي تحرك من أجل حلحلة الأزمة أو البحث في هذا الشأن، لتترك التونسيين يواجهون مصيرهم.. فإما أن يستسلموا للموت أو يلجأوا لطرق بديلة لإنقاذ أرواحهم.