خطاب الشعبوية.. وسيلة قيس سعيد للتنصل من مسؤولية الأزمة الاقتصادية
دائما ما كانت الشعبوية هي الحل الأمثل والسياسة التي وجد فيها الانقلابي قيس سعيد ضالته للتنصل من المسؤولية منذ أن صعد إلى سدة الحكم، مرورا بانقلابه على المسار الديمقراطي، وصولا إلى وقتنا الحالي الذي تعاني فيه البلاد على جميع المستويات، ليخرج سعيد في ثوب الشعبوية مجددا ويتهرب من مسئولية الأزمة الاقتصادية من خلال التخلي عن دعم الفقراء في البلاد.
حلول شعبوية يلجأ إليها سعيد لحل معضلة ملف الدعم الذي يعد واحدا من النقاط الخلافية بين سعيد وصندوق النقد الدولي “محاولات يقوم بها من أجل إيهام الرأي العام بحرصه على السيادة الوطنية” وهو ما يعرقل توصل تونس المتأزمة اقتصادياً إلى اتفاق نهائي يفضي إلى حصولها على تمويلات بقيمة 1.9 مليار دينار، ولذلك توجه سعيد إلى اقتراح بديل يكمن مضمونه في تمويل دعم المواد الأساسية لضعفاء الدخل عبر زيادة الضرائب على أصحاب الدخل المتوسط والمرتفع.
“حلول مفخخة” وصف أدلى به عديد المراقبين والخبراء الاقتصاديين بشأن الحلول التي يعرضها سعيد لحل الأزماة المالية والتي تترجم شعبوية اقتصادية، كالشعبوية السياسية التي اتسم بها الحاكم بأمره منذ الانقلاب، وهو ما خلف انتقادات حادة في الأوساط الاقتصادية بالبلاد إذ ستزيد من المصاعب الاقتصادية عبر فرض ضرائب جديدة قد تؤدي إلى هروب الاستثمارات ومزيد من الضغوط على اقتصاد البلاد على غرار تراجع التحصيل الجبائي.