بعد أشهر وربما أعوام من المفاوضات، فشلت تونس في الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي.. وخلال هذه المدة تراكمت ديون جديدة عصفت بالاقتصاد بشكل مدوي، وعليه يمكن القول أن تونس تتجه إلى مرحلة كارثية أكثر سوء من الوضع الحالي، في ظل تجاهل السلطة الانقلابية للدعوات المحذرة من الذهاب إلى “نادي باريس” أو بالأحرى عصابة الأموال سيئة السمعة.
فحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، فإن دائني نادي باريس اجتمعوا في العاصمة الفرنسية أمس الأربعاء 21 جوان، في بالتزامن مع انعقاد قمة “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد” التي تسعى إلى تعزيز التعاون بين الدول في مواجهة تغير المناخ والأزمات العالمية، فضلا عن مناقشة أزمة الديون والتمويل المبتكر والضرائب الدولية.
وكشفت الوكالة إلى أنّ تونس من بين البلدان المثقلة بالديون، في إشارة إلى إمكانية أن يُطرح ملفها على طاولة مناقشات نادي باريس، في ظل الرفض القاطع لشروط صندوق النقد الدولي، وتمسك قائد الانقلاب برؤيته الخاصة حيث دأب على التصريح بأنّه لن يقبل “الإملاءات الخارجية” التي تفقر الشعوب، في ظل وضعية ارتفع فيها أنين البلاد من انحدار الوضع الاقتصادي.
ورغم أنّ فرضية اللجوء إلى نادي باريس مستبعدة في الوقت الراهن، إلا أن كل المؤشرات الواقعية تؤكّد أنّ استمرار الأزمة المالية المدفوعة ببطء رافعات الإنتاج وتآكل مدّخرات العملة الأجنبية إضافة إلى تعذّر الاتّفاق مع المؤسسة الدولية المانحة، قد يدفع السلطة إلى التوجه إلى “نادي باريس” قصد استكشاف بعض الحلول للأزمة المعقدة، وبذلك ستكون قد رهنت البلاد وأصولها وأموالها إلى عصابة من المحتالين.