لا يختلف اثنان اليوم، على أن تونس تعيش الخطر الداهم بعينه وتذهب بخطى متسارعة نحو وضع لا يحمد عقباه.. خطوات قليلة تفصل البلاد عن الانهيار التام الذي لطالما حاولت الفرار منه لكنه أصبح واقعا بعد أن صارت ضحية سلطة انقلابية تتخذ العبث منهاجا ولا تفقه سوى لغة التنكيل، فضلا عن استثمارها الأزمة بكل الطرق الممكنة والهروب من المسؤولية أينما حلت!
وضع يراه التونسيون على اختلاف انتمائهم وتوجهاتهم، فقد عبر “بوجمعة الرميلي” القيادي السابق بحزب نداء تونس واليساري المعروف، عن “قلقه الكبير من الوضع الراهن”.
واستنكر الرميلي، حملة الاعتقالات التي شنتها السلطة الانقلابية، قائلا: “نرى اعتقالات على أساس تآمر على الدولة أو فساد أو إرهاب.. لكن لم نر بعد أي إثباتات وأدلّة”.
وشدد على أن الأزمة الحقيقية تكمن في شخص قيس سعيد الذي يعادي المنظومة السياسية بأكملها ويرى نفسه في مكانة مختلفة عن الجميع.
وأشاد القيادي السابق بحزب نداء تونس، بالتوافق الذي شهدته تونس خلال العشرية الماضية، حيث أنها البلد الوحيد التي تداولت فيها السلطة بين الأحزاب ذي التوجهات المختلفة، دون الدخول في دوامة العنف أو الحرب أهلية، على غرار ما تم في بعض دول الربيع العربي.
كما أكد على أن الثورة التونسية لم تفشل، بل “حقّقت مكاسب على مستوى الحريات والحقوق، وإنهاء الانفراد بالحكم، لكنّ هذه المكاسب مهدّدة في ظل الوضع الحالي، لكن الثورة ستتواصل بأشكال أخرى”.