الاستعمار في ثوب جديد.. سعيد يفتح المزاد لبيع تونس للأوروبيين
يبدو أن الجيل الجديد من الأوروبيين قرر المضي على خطى أجداده الذين تأسسوا على ثقافة الاستعمار وأن مجتمعهم الأوروبي هو الصفوة، وما دون ذلك فهي مجتمعات “درجة ثانية” يحل لهم أن يحتلوا أراضيها وأن ينتهكوا ثرواتها أو أن ينتفعوا بها قدر الإمكان.. وضعية اتضحت بشكلٍ جلي منذ الإعلان عن زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين” التي حطت بتونس أمس الأحد 11 جوان، رفقة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، من أجل عقد لقاء مع قائد الانقلاب قيس سعيد “الصيد الثمين” بالنسبة للأوروبيين.
زيارة حققت أقصى قدر ممكن من الاستفادة مما يتطلع إليه الأوروبيون، حملت في طياتها مكاسب تجعلها بمثابة “صفقة القرن” التي سيعالجون بها معضلة المهاجرين التي تؤرق رؤوسهم منذ عقود، وكأنهم لم يسلبوا خيرات تلك الدول التي يهاجر مواطنيها من أجل البحث عن عيش كريم، فهي في الأساس أموالهم التي اغتصبها الاستعمار، الذي يسخر الجهود لصدهم عن الحياة الكريمة التي يحلمون بها.
ورغم أنهم يتذرعون بالديمقراطية ليلا ونهارا، إلا أنهم لم يترددوا في دعم قيس سعيد الذي انقلب على دستور البلاد وفتك بالمسار الديمقراطي، بيد أنه الشخصية الأنسب لتحقيق حلمهم المشهود بتحويل تونس إلى حارس شواطئ لأوروبا وبوابة حدودية لترحيل المهاجرين، دون الالتفات لما سيعود على تونس من سلبيات بالجملة، كيف لا وقد ضمن إتمام مشروعه الاستعماري الذي سوقه في ثوب شراكة شاملة تهدف بالأساس لاحتلال تونس مقابل فعلا من المال يمسح به الانقلابي جبينه ويستكمل بها شعبويته التي لم تنتج خيرا، ولم تجلب سوى التدهور المستمر حتى وصلنا لنقطة الصفر “الاستعمار”.