زيارتان في غضون 10 أيام.. ميلوني تبذل الجهود لفك العزلة ورفع الضغوطات الدولية عن سعيد!
تعتبر رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والتي تنتمي اليمين المتطرف “أحد الأسماء القليلة في أوساط السياسة الأوروبية ممن يدعمون الانقلابي قيس سعيّد في السياسات التي ينتهجها، على عكس بقية الزعماء داخل الاتحاد الأوروبي “الشريك الاستراتيجي لتونس” والذين يرفضون توجهات سعيد بالمجمل، فضلا عن الإدانات المتكررة للممارسات القمعية التي يقترفها في حق المعارضين أو الطيف الشعبي بشكل عام.
مواقف ميلوني لم تقتصر على دعم سعيد، فقدت سخرت جهودها لرفع الضغوطات الدولية وفك العزلة عن سعيد، كيف لا وهو أكثر الأسماء تقاربا معها في وجهات النظر تجاه اللاجئين، فكلاهما تربى في مدرسة الفاشية التي تعادي التنوع الثقافي وترحب بكل ما هو عنصري تجاه الثقافات والعوالم الأخرى، ولاحظنا ذلك في الابتسامة المتبادلة بينها وبين سعيد، الذي لا يخاطب التونسيين سوى بالتهديد والوعيد ونظرة انتقامية تخيف الكبير قبل الصغير.
بعيدا عن العبث والمغالطات التي شابت الزيارة الأولى، من مغالطات في الترجمة وقرض وهمي ولقاء عشوائي.. كلها دلالات على كيفية تسيير الدولة من قبل “قيس سعيد” وشواهد على الأكاذيب والوعود الفضفاضة التي تميز بها منذ اعتلاءه سدة الحكم، إلا أن ميلوني قررت مضاعفة الجهود واصطحاب رفقاء آخرين للضغط على المجتمع الدولي والمنظمات المالية للرضا عن سعيد، حيث من المنتظر أن تسافر يوم الأحد المقبل مع نظيرها الهولندي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وسيعلنون على الأرجح عن حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي لتونس، فضلا عن عقد ناقشات عديدة لإزاحة العقبات التي تعترض حصول تونس على قروض من صندوق النقد الدولي.
تحركات يمكن وصفها بـ “قبلة الحياة لسلطة الانقلاب” التي تعيش عزلة غير مسبوقة على إثر رفض المجتمع الدولي للانقلاب وتراجع الدبلوماسية التونسية بشكل غريب، لا سيما في العلاقة بالدول الأفريقية والأوروبية، في ظل شغور مناصب السفراء في حوالي 40 دولة، من بينها بلدان ذات أهمية لتونس، إضافة إلى تصريحات سعيد المتواترة المعادية للمهاجرين والتي لاقت تنديدا دوليا ومواقف صارمة ضد نظامه.