لوفيجارو: أهالي المعتقلين التونسيين يلجأون للمحكمة الأفريقية للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم
نشر موقع صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، تقريرا سلط خلاله الضوء على التحركات الخارجية والأنشطة التي يقوم بها أهالي المعتقلين السياسيين في تونس، بداية من توجه عدد منهم بشكوى إلى المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، مطالبين بالإفراج الفوري عن ذويهم الذين تم احتجازهم في حملة اعتقالات مكثفة انطلقت منذ بداية شهر فبراير الماضي، وأثارت استنكار المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
وأضاف التقرير، أن أحد أبرز المعتقلين هو رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة الأستاذ “راشد الغنوشي” أهم الرموز المعارضة لانقلاب قيس سعيد، حيث تم اعتقال الغنوشي البالغ من العمر “81 عامًا” في أبريل المنقضي وحكم عليه في مايو بالسجن لمدة عام بتهمة ملفقة بناء على تسجيلات مقتطعة ومفبركة.
واستعرضت الصحيفة، تصريحات ابنته “يسرى الغنوشي” التي أكدت أن التهم الموجهة لوالدها ذات دوافع سياسية وملفقة، معتبرة أنها جزءًا من محاولة الانقلابي قيس سعيد للتخلص من المعارضة السلمية التي يقابلها سعيد بالاعتقالات والتنكيل المتواصل، وهو انقضاض الحكم الاستبدادي على الديمقراطية الوحيدة التي ظهرت بعد انتفاضات الربيع العربي قبل أكثر من عقد من الزمان.
يسرى الغنوشي: الشكوى المقدمة للمحكمة الأفريقية تندرج ضمن حملة عالمية للمطالبة بالإفراج عن المعتقليين السياسيين في تونس
وأضافت يسرى أن “الشكوى المقدمة من طرفها رفقة العديد من المعارضين الآخرين إلى المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في تنزانيا، تندرج ضمن حملة عالمية للمطالبة بالإفراج عنهم، معبرة عن أملها أن يؤدي ذلك إلى إطلاق سراحهم وتحقيق العدالة لهم.. إنهم ليسوا صامتين ونحن لن نصمت”، داعية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى فرض عقوبات صارمة على الانقلابي قيس سعيد وعدد من الوزراء “المتورطين جميعًا في انتهاكات حقوق الإنسان”.
ونقل التقرير، عن المحامي البريطاني “رودني ديكسون” الذي ينوب عن الغنوشي وعدد من المعتقلين “إن المعارضين يحاولون الدفاع عن قضاياهم في تونس لكن كل الأبواب أغلقت”، مشيرا إلى أن الأقارب أرادوا اتخاذ إجراءات قانونية ليجدوا أن عمليات السجن كانت مخالفة لميثاق حقوق الإنسان الأفريقي ولتأمين إطلاق سراحهم.
وتابع ديكسون: “لا توجد عدالة من خلال النظام الحاكم في تونس، ولهذا السبب يتعين على تلك السلطة المثول أمام المحكمة الأفريقية، مضيفًا أن المعتقلين ليس لديهم إمكانية الوصول المنتظم إلى المحامين ويكافحون للحصول على الرعاية الطبية المناسبة، مبينا أن ادعاء تعرض محتجز للتعذيب سيُثار في المحكمة.. وهو ما نوهت إليه يسرى الغنوشي التي عبرت عن قلقها على صحة والدها لأنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم بسبب تقدمه في العمر.