تتواصل محاولات السلطة الانقلابية للتزييف وطمس الحقائق في إطار منهجيتها القائمة على القطع مع الماضي، والتي تحيل على نزعة انتقامية منتهجة منذ 25 جويلية لطمس كل ما له علاقة بعهد الديمقراطية وكل ما يدخل في سياق الإنجازات ودلائل الديمقراطية التي حققتها العشرية الماضية، فضلا عن المحاولات اليائسة للسلطة لتقليل عقدة النقص وتبييض برلمانها الصوري المنعقد بـ 8.8% فقط.
فقد أقدمت السلطة، أمس الجمعة، على عملية “خطيرة” تمثلت في حذف جميع الفيديوهات التي تعبر عن المداولات السابقة للبرلمان الشرعي الذي أصدر الانقلابي قرارا بحله، من منصة اليوتيوب، مقابل الإبقاء على فيديوهات برلمان سعيد.
وتعليقا على ما جرى، نشر النائب بالبرلمان الشرعي “مجدي الكرباعي” تغريدة على حسابه بتويتر، كتب فيها “هذا تعد صارخ على الذاكرة التشريعية للبلاد ويعكس عدم الاحترام لتاريخ الدولة، مضيفا بالقول: “نعم إنها عشرية الديمقراطية، على الأقل مثل هذه الأشياء لم تكن تحدث”.
وتعد هذه الفعلة، شنيعة بأتم معنى الكلمة، لأنها تترجم عن عقلية إقصائية للماضي، وتعد صارخ على تاريخ “المجلس النيابي” ومحاولة لفسخ مرحلة من تاريخ العمل التشريعي، لا يقوم بها إلا مستبد لا يؤمن بالتراكم والاستمرارية في الدولة ولا يقبل أي أساس يبعث على التشاركية.. كل ما يريده هو الانفراد بالسلطة وسحق الماضي ومحو التاريخ، حتى ينصب نفسه جزء من تاريخ.. لكنه لا يتعدى كونه مجرد مرحلة من العبث ستمضي كما مضت سابقاتها.. والتاريخ خير شاهد.