خلال تعليقها على صفقة المتوسط التي أبرمتها السلطة الانقلابية مع وفد الاتحاد الأوروبي الذي قدم إلى تونس وقام بالتوقيع رسميا يوم الأحد الماضي، حذّرت مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية في منظمة العفو الدولية إيف غيدي، من التبعات التي ستحدث إثر توسيع سياسات الهجرة الفاشلة، منبهة من التواطؤ الأوروبي الذي يؤدي لزيادة معاناة المهاجرين العالقين بتونس.
وقالت غيدي، إنّ “الاتّفاق غير الحكيم”، الذي تمّ توقيعه، على الرغم من الأدلّة المتزايدة على ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على أيدي السلطات، يشير إلى قبول الاتحاد الأوروبي بالسلوك القمعي المتزايد للرئيس والحكومة في تونس، مضيفة أن القرار يظهر أنه لم تستخلص العبر من اتفاقات مماثلة سابقة، وهذا يجعل الاتحاد الأوروبي متواطئا في المعاناة التي ستنجم عن ذلك لا محالة”.
وانتقدت المسؤولة بمنظّمة العفو الدولية، ممارسات سلطة الانقلاب بحق المهاجرين، مشيرة إلى ما جرى من ترك المئات من المهاجرين لمصيرهم في العراء في الصحراء على الحدود الليبية شرقا والجزائر غربا عقب الأحداث التي شهدتها صفاقس، قبل أن يتمّ نقل أعداد منهم إلى مراكز مؤقتة جنوبي البلاد، منددة بعملية التوقيع على الاتفاق من “دون إسهام للمجتمع المدني وفي غياب ضمانات حاسمة لحقوق الإنسان” وفي مؤتمر صحفي لم يحضره الصحفيون.
حيث صرحت: “مرّة أخرى، يشرع قادة الاتحاد الأوروبي في سياسات فاشلة تستند إلى التجاهل الصارخ لمعايير حقوق الإنسان الأساسية، وذلك من خلال تركيز سياساتهم وتمويلهم على احتواء موجات الهجرة وعلى الاستعانة بمصادر خارجية لمراقبة الحدود، بدلا من ضمان توفير سبل آمنة وقانونية لأولئك الذين يحاولون عبور الحدود”.