عن الغنوشي

الغنوشي: يحقق الحج في عالم الروح والشعور من الوحدة ما قد تفشل فيه السياسة، ولكن يظل نداء الحج الرئيس روحيا عموديا “لبيك اللهم لبيك”

في يوم الحج الأعظم، نستحضر معا العناصر التي استعان بها رئيس حركة النهضة “المعتقل” المفكر راشد الغنوشي، في وصف المناسك والروحانيات في ركن الإسلام الخامس، وذلك من خلال مقال كتبه في العام 2007 بعنوان “تأملات في الحج”.

حيث بدأ بوصف الفريضة بشكل عام، بقوله: “الحج هو القصد إلى بيت الله للتقرب إليه بأداء أعمال مخصوصة حيث ينتقل الحاج من مكان إلى آخر وفق ترتيب مخصوص ينقله من الواقع إلى التاريخ ومن التاريخ إلى الواقع عودا إلى الأصل عبر مشاهد تغلب عليها الرمزية، بما يقيم في ساحة الحج الضيقة منطقة سلام روحي تشف فيها عموديا الحجب بين الأرض والسماء لدرجة التماس، وتكاد أفقيا تندمج فيها الأرواح الفردية في روح جماعي، فيحقق الحج في عالم الروح والشعور من الوحدة ما قد تفشل فيه السياسة، ولكن يظل نداء الحج الرئيس روحيا عموديا “لبيك اللهم لبيك”.

وفي تحليل رسالة الحج، قال الغنوشي: “إنها منطقة نموذجية للسلام والتبادل للاجتماع الإسلامي، يراد لها أن تمتد لتشمل الأمة والإنسانية.. تلك رسالة الحج, رسالة أمن وسلام وتوحيد وذكر ومجاهدة للنفس والشيطان وعودة إلى الأصل”.

وواصل في الحديث عن ثقافة التضحية والانقياد المطلق للخالق، مؤكدا أنه كما انقاد إبراهيم عليه السلام إلى إرادة مولاه في الارتحال إلى ذلك الموقع الموحش، فقد واصل الانقياد والتسليم إذ خلف وراءه زوجه وابنهما الرضيع في ذلك الموقع وحيدين جزءا من التربية وتحضيرا للمسرح الذي يعد لأضخم الأحداث

كما وصف الحج بأنه “ساحة تدريب رمزي على مصارعة العدو ورفض الاستسلام له أو مهادنته أو التطبيع معه، وتمثل استكمالا للمشهد تلك الفدية من قبل الحاج ومن قبل كل مسلم قادر عبر التقرب إلى الله بأضحية يأكل منها وعياله تعبيرا عن فرحة العيد والنصر على الشيطان.

وأردف في تشبيه فريضة الحج بالجهاد، قائلا: “الحج بذاته ضرب من ضروب الجهاد وتدريب عليه. وفي مزدلفة يتسلح الحاج بالذخيرة التي سيشن بها حربه في الأيام الثلاثة القادمة على الشيطان بمنى وقد شحذت أعمال الحج حتى الآن عزيمته وهيأته لهذه الحرب الرمزية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *