دفع حريته ثمنا من أجل تحقيق الديمقراطية.. “الغنوشي” 40 يوما في المعتقل
راشد الغنوشي “السياسي المحنك والمفكر الفذ والشيخ المعتدل”..
لا يختلف اثنان على المبادئ الأساسية التي تمسك بها منذ شبابه ولا زال يستميت من أجله حتى بلغ المشيب، فقد أسس رؤية فريدة ووازنة بين الديمقراطية والإسلام صاحب الفضل في التوافق الذي جلب الاستقرار لتونس، وبذل الجهد في سبيل تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم السياسي، وسعى لبناء نظام سياسي ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان وحريته.
وعلى الرغم من كونه العامل المشترك في المعارضة ضد كل الأنظمة المستبدة، إلا أنه لم يتخلى عن مبادئه ولم ينساق للعنف بل استمر في نضاله السلمي من أجل الحرية والديمقراطية، وبفضل نضالاته تحققت بعض الانتصارات في طريق الديمقراطية في تونس.
إلا أن الانقلاب غيم على البلاد وانتهك كل ما هو متعلق بالديمقراطية ورصد كل أصحاب الفكر الثوري الحر، فكان الغنوشي هو أثمن صيد، ووقع ضحية الاستهداف على مدار عامين، ومن ثم تفتح الديكتاتورية زنزانتها مجددا ليعود الغنوشي إليها ويستمر في نضاله المعهود وتفانيه المتواصل على مدار عقود من أجل ترسيخ الحرية والديمقراطية، ويظل رمزًا للنضال والتضحية في قاموس خصومه قبل مؤيديه، ونموذج يلهم الأجيال القادمة للتضحية من أجل حريتهم.