الاصطياد في الماء العكر.. سعيد يستغل كافة الأحداث لإدانة المعارضة!
عندما ندقق النظر في سياق ما تشهده البلاد من تسارع للأحداث وما يصاحبها من تعقيب السلطة التي تستغل الأحداث والتصريحات المتعلقة بها في تقنين هرسلتها واستهدافها المتكرر للمعارضين وأصحاب الرأي، وفوق ذلك فإنها توظف الآلاف من الموالين لها عبر الأبواق الإعلامية أو منصات التواصل الاجتماعي لاختلاق المبرّرات القانونية والأخلاقية لتلك الممارسات، بل والمطالبة بإسقاط أقصى العقوبات على رموز المعارضة “الإرهابيين” في قاموس الانقلاب.
ولأن سعيد قد وصل لمرحلة إتقان “الاصطياد في الماء العكر” عبر استغلال الأحداث وتوجيهه لصالحه، فلم يكن ليترك فرصة ثمينة مثل العملية الإرهابية التي جدت بجزيرة جربة، ليقرر تضمين المعارضة في خطابه الأول بعد الحادثة والذي قاله خلاله “أن الذين يخططون لسفك الدماء هم أنفسهم الذين يسعون إلى افتعال الأزمات بشتى السبل لتأجيج الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وللتنكيل بالشعب في قوته ومعاشه”.
ومما لا شك فيه أن المقصود بهذا النوع من التصريحات هي أطراف المعارضة، فمنذ إعلانه الانقلاب قبل عامين لم تتغير نبرة سعيد عند الحديث عن المعارضة، سباب متكرر وألفاظ متشابهة واتهامات دون أي دليل أو حقائق مثبتة، حتى أصبح كل معارض لسعيد بمثابة المجرم في حق البلاد ولا يستحق سوى التغييب في غياهب السجون أو التنقل بين المحاكم علي مدار أشهر وأعوام دون مستندات أو قضايا حقيقية، المهم أن تتكرر تلك الدائرة وتظل تلك المتاهة قائمة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا!