ميلوني تسابق الزمن لإتمام صفقة المتوسط.. والسياسيون الإيطاليون يفتحون النهار عليها
بعد زيارة أولى أدتها إلى تونس الثلاثاء الماضي، عادت رئيسة الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني” بأقصى سرعة وبابتسامة عريض للقاء قائد الانقلاب قيس سعيد، أمس الأحد، مصحوبة بوفد أوروبي ضمّ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة المتوسط” التي تقضي ببيع تونس لتدخل تحت الوصاية الأوروبية وتصبح معسكرا للاجئين، ليحققوا نبوأة سعيد العنصرية بشأن “جحافل المهاجرين” غير النظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، التي أصبحت أمرا واقعا بعد اتفاقية الشراكة المزعومة.
زيارة لم تمر مرور الكرام، فرغم العبث الصادر عن المواقف الرسمية من البلدين والمتمثل في كل من سعيد وميلوني، إلا أن الرفض لم يقتصر علي الشارع السياسي في تونس وحسب، بل تواتر سخط الساسة الإيطاليين وانتقادهم لتحركات ميلوني ولقائاتها المتكررة بقيس سعيد الذي وصفوه بالمستبد.
حيث نشرت رئيسة مجلس النواب الإيطالي السابقة “لورا بولدريني” تدوينة عبر حسابها بموقع تويتر، قالت فيها أنه “لا ينبغي أن تصافح ميلوني سعيّد”، مضيفة أنه “لا يمكن لأي مؤسسة إيطالية أو أوروبية أن تتجاهل انتهاك الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي يحدث في تونس من قبل مستبد يشجع على الكراهية العنصرية”، مذكرة بأن “القيم التأسيسية للاتحاد الأوروبي هي على وجه التحديد الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان.. بالضبط تلك المبادئ التي يدوس عليها الرئيس التونسي سعيد”.
بدوره، تساءل النائب اليساري نيكولا فراتوياني: “كيف يستمر اليمين وهذه الحكومة في قول الأكاذيب حول مدى روعة الحكومة التونسية؟ نحن نواجه أنظمة استبدادية ومن الواضح أنهم في حالة من الفوضى”، مضيفا أنه “قد حان الوقت لكي يتصالحوا مع الواقع، بدلاً من الدعاية الساخرة على جلد المهاجرين”.
فيما قال الوزير السابق والنائب عن الحزب الديمقراطي بيبي بروفينزانو، إن “هذه المشاعر المتبادلة مع الاستبداد لا تساعد تونس.. حل سعيد البرلمان واعتقل الصحفيين وقادة المعارضة، مضيفا أنه من شروط خروج تونس من الأزمة استئناف العملية الديمقراطية لثورة الياسمين، وإذا تجاهلت ميلوني ذلك، فهذا لا يشرف إيطاليا”.