الثورة المضادة في صورة.. مومياء قرطاج وجزار دمشق
محاطين بالغبار والدمار، وقف “مومياء تونس وجزار دمشق” كالأبلهين ليلتقطا صورة جثوم الديكتاتورية على صدر الثورة، والاحتفاء بالانتصار المؤقت للثورة المضادة على ثورة الشعوب الحرة.
انقلابي تونس أعرب عن احتفاءه وسعادته البالغة بلقاء سفاح سوريا، بل وصف اللقاء بالتاريخي، متمنيا استعادة السفاح سيطرته على كامل البلاد كما فعل هو باستحواذه على كل السلطات.
المشاهد الدافئة الملطخة بالدماء لم تكن تلك هي البداية، فقد وضع سعيد حجر الأساس لعلاقته مع الأسد منذ شهر جويلية من العام الماضي حينما التقى بوزير خارجية النظام الأسدي في الجزائر على هامش احتفالات ذكرى الاستقلال، ووجه من خلاله رسالة إلى جزار دمشق.
رسالة سعيد تضمنت إشادة بإنجازات الأسد التي تتمحور حول الحرب على الحرية والمجازر والمسالخ والمقابر الجماعية والبراميل والكيماوي وجلب المحتل، وكلها أحداث كارثية تستهوي سعيد كديكتاتور ناشىء يسعى إلى نظام شمولي وسلطة أبدية.
علي الجانب الآخر، انتهز السفاح الفرصة كعادته، فكلما وجد منصة تحدث فيها وقدم نفسه رئيسا بعد أن كان محل نفور من العالم بأكمله، لكن الشرعية أتت من طغاة العرب أولا.. فقد نثر الأسد كذبه عبر التلفزة التونسية، قائلا بأن “تونس استخدمت كإحدى المنصات للتآمر على سوريا وعلى الفكر والانتماء العربيين، وكإحدى منصات نشر الفكر الظلامي الذي يريدون أن يسود في البلدان العربية ”.. توصيفات متنوعة تصب جميعها في بوتقة معاداة ثورات الربيع العربي وانتهاز كل الفرص الممكنة لتشويهها في نفوس الشعوب، بعد أن تم الفتك بها على أرض الواقع.
ستعود الثورة لتقصي الديكتاتورية وتقبرها إلى الأبد.. فليسقط الطغاة ولتحيا الشعوب محررة.