تونس في القاموس الإيطالي.. من الاستغلال إلى الاستعمار
بعد أن أعلن قيس سعيد الانقلاب على دستور البلاد ومسارها الديمقراطي في 25 جويلية، وجدت الدول الأوروبية وعلى رأسها إيطاليا، فرصة سانحة لإنشاء الحظيرة التي لطالما حلموا بها من أجل حل معضلة المهاجرين من خلال توفير الأموال التي يلهث وراءها سعيد الذي أبدى استعداده للتخلي عن كل شيء في سبيل الحصول على الأموال.
الاستغلال يبدأ من تحويل تونس إلى شرطة حرس حدود لصد تدفق المهاجرين والتعامل معهم، ورفع العناء عن الدول الأوروبية التي أصبحت تترفع حتى عن التعامل مع ظاهرة الهجرة، ووكلت تونس للتعامل مع الأمر مقابل حفنة من الأموال، ليتطور الأمور في غضون سنوات وربما أشهر.. ويتحول إلى صيغة استعمارية حين تقوم إيطاليا بإرجاع المهاجرين الذين تسللوا من تونس أو عبر دول أخرى، إلى حظيرتها الموجودة في جنوب البحر المتوسط (تونس) بعد أن أصبحت إليهم من جديد كمستعمرة تذكرهم بإنجازات الماضي في عموم أفريقيا!
ثقافة أصبحت تكسو السياسة الإيطالية، وتعممت في أوساط الحكومة الإيطالية التي لا تخلو خطابات مسؤوليها من ذكر اسم تونس، حيث شدد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، أمس الإثنين 12 جوان، على ضرورة قيام صندوق النقد الدولي بتحرير الأموال لتونس، لأن المخاطر أكبر من تصاعد تدفقات الهجرة، وهو ما أكده وزير الزراعة الإيطالي فرانشيسكو لولوبريجيدا، الذي قال إن بلاده تلعب مع الاتحاد الأوروبي دوراً استراتيجياً على صعيد الهجرة ولهذا ينبغي تبني نهجاً براغماتياً مع تونس.. الاتحاد الأوروبي يثق بتونس ويضمن خطة استثمارية”.
خطابات رسمية ترعاها ميلوني التي قامت بخطوة ذهبية بالنسبة لأوروبا بشكل عام، حين استطاعت إحلال بقعة جديدة لوضع حد لمشكلة أزلية لطالما عانت منها دول شمال المتوسط، لتفند وضعية تونس في القاموس الإيطالي، حقيقة لا يراها الانقلابي أو يغض الطرف عنها من أجل الأموال.