لوبوان الفرنسية: سعيد بين ادعاءات الحفاظ على السيادة ومخاوف الخسارة الكاملة
أفادت مجلة “لوبوان” الفرنسية بأن تونس هي الدولة الوحيدة التي ترفض قبول قرض صندوق النقد الدولي، على الرغم من الوضع الاقتصادي المتردي والأزمة الشديدة التي تعاني منها البلاد.
وأشارت المجلة إلى أن هذا الرفض أدى إلى زيادة عدد المهاجرين الذين يغادرون البلاد عن طريق البحر باتجاه أوروبا، فيما تسبب التضخم في ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع الأساسية، بينما ارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 16%، وهو ما أدى إلى تصنيف الوضع الاقتصادي في تونس (حسب البنك الدولي) بأنه يشبه الوضع في لبنان، الذي يعاني من أزمة مالية خانقة.
وأوضح التقرير الذي كتبه بينوا دلما، أن العديد من البلدان تلجأ إلى صندوق النقد الدولي للحصول على دعم مالي من خلال حقوق السحب الخاصة وخطوط التحوط والسيولة، بهدف تخفيف الأعباء الاجتماعية الناجمة عن الأزمات.. ومع ذلك، فإن تونس ترفض قبول تلك الأموال.
وأضاف أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود، قامت تونس بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات المستوردة لتخفيف الضغط على الموازنة، ورغم ذلك، فإن البلاد تواجه صعوبات بالغة في نهاية شهر مايو حيث يتعرض قائد سلطة الانقلاب قيس سعيد لضغوطات لقبول مساعدة مالية قدرها 1.9 مليار دولار، إلا أنه رفض المصادقة على القرض، مشددًا على أن بلاده “ليست للبيع” ورافضًا التدخلات الخارجية، وذلك بتشجيع من الجزائر.
لماذا يرفض قيس سعيد إمضاء اتفاق قرض صندوق النقد؟
وأردف الكاتب، خلال التقرير: وإذا نظرنا إلى الأسباب وراء هذا الموقف السيادي الذي يتخذه سعيد، نجد أنه يخشى من الآثار السلبية المحتملة للخطة الجديدة لصندوق النقد الدولي.. فبعد مرور 39 عامًا، لا تزال ذكرى أحداث الشغب التي أسفرت عن مقتل 100 شخص بسبب ارتفاع أسعار الخبز في تونس حاضرة في أذهان التونسيين، والتي نجمت عن تطبيق خطة تقشف اقترحها صندوق النقد الدولي في ذلك الوقت.
كما أشار إلى أن موقف تونس يهدف إلى إعادة التوازن بين البلاد والمانحين، ويستند إلى وجود شعب لم يستفد من فوائد الخطط السابقة التي قدمها صندوق النقد الدولي للبلاد، فضلا عن أن المانحين سيكونون مسؤولين عن الكارثة الاقتصادية في تونس، مع العلم أن تمويل سفن الشحن التي تحمل القمح إلى تونس يأتي بشكل غير مباشر من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
وبين التقرير أن رفض قيس سعيد لقبول أموال صندوق النقد الدولي يثير ضجة بين حلفائه الدوليين، ويثير القلق في إيطاليا التي وعدت رئيستها الناخبين بفرض “حصار بحري” على المهاجرين.
كما أشار إلى أن المساعدات التي يقدمها صندوق النقد الدولي يمكن أن تساهم في عرقلة تدفق المهاجرين، وبالتالي فإن سعيد الذي يتظاهر سياسيًا بالحفاظ على السيادة.. يمكن أن يخسر كل شيء في هذه الصفقة.