سياسةمحلية

مسرحية بلا نهاية..اجتماعات وصفقات لمكافحة الهجرة يقابلها ارتفاع في أعداد المهاجرين واقتراب نحو الانهيار

أعلنت عدة وسائل إعلام أوروبية، أن إيطاليا تستضيف، غدا الأحد 23 جويلية، اجتماعا يهدف إلى تعزيز مكافحة الهجرة غير النظامية ومساعدة البلدان الأفريقية على تقليل دوافع الهجرة إلى أوروبا، وذلك بعد أسبوع واحد من توقيع القادة الأوروبيين “صفقة المتوسط” بمعية قائد الانقلاب قيس سعيد، بهدف تحويل تونس إلى الحارس للحدود الجنوبية لأوروبا التي تعهد قادتها بتقديم ما يصل إلى مليار يورو (1.1 مليار دولار)، في إطار للتصدي لعمليات الهجرة ودعم اقتصاد البلاد المنهك.

والواقع أن ما نراه هو مجرد مسرحية بطلها قائد الانقلاب، الذي دأب على التنكيل بالتونسيين وقرر فتح جبهات جديدة يستهدف خلالها المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، بدعوى مكافحة عمليات الهجرة نحو أوروبا، فنرى عشرات اللقاءات والاجتماعات والخطابات المتكررة، ونرى صفقة أفقدت البلاد استقلالها المنتزع منذ عشرات السنوات، فقد قرر سعيد التنازل عن السيادة الوطنية مقابل حفنة من الأموال لن تسمن ولن تغني من جوع، فالوضع الاقتصادي أصبح على المحك.

لكن المثير للاستغراب هو أنه رغم كل تلك الفصول من المسرحية المملة، فإننا نشهد ارتفاع مستمر في أعداد المهاجرين بسبب الأزمة في تونس إضافة إلى غياب الأمن عن الحدود وانشغاله في اعتقال المعارضين، ولذلك فإن التقارير أفادت بوصول نحو 83400 شخص إلى شواطئها حتى هذا العام، مقارنة بنحو 34 ألف شخص في 2022.. إذا فالمقصد الأساسي ليس محاربة الهجرة بل التحكم في تونس وسيادة قرارها.. فما هو التبرير الجديد الذي سيستند عليه قائد الانقلاب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *